ياسر أيوب يكتب : إسماعيل أحمد٣/ ٤/ ٢٠١٠
أنت غالبا لن تقرأ لأنك لا تعرف أحداً اسمه إسماعيل أحمد.. وإن قرأت مضطرا بحكم العادة أو الاستجابة لإلحاحى.. فلن تهتم.. فهو ليس لاعب كرة قدم.. وبالتالى هو لا يعنيك فى شىء.. وأبدا لن تحفل بموهبته الرائعة ولن تصبر لتعرف أنه حالياً أهم وأجمل وأشهر وأقوى لاعب كرة سلة فى مصر.. وأمس الأول كان إسماعيل أحمد فى ملعب الجزيرة يقود فريق الاتحاد السكندرى للفوز بكأس مصر.. ولم يكن الحدث هو أن يفوز النادى السكندرى العريق بهذه الكأس.. فقد تكرر هذا السيناريو عشر مرات من قبل.. ولكن إسماعيل نفسه كان هو الحدث.. نجم الشباك.. الأستاذ الذى أثبت للناس وقتها..
وفى مرات كثيرة سابقة.. أن الموهبة ليست مقصورة على كرة القدم وحدها.. ففى كرة السلة أيضا.. وفى كل اللعبات الأخرى.. يمكن أن نجد هؤلاء المعجونين بالموهبة.. القادرين برشاقة أجسامهم المختلطة بإيقاع مشاعرهم على إحالة اللعب إلى فن.. والجرى إلى إبداع.. وفى واقع الأمر.. ليس لهذا فقط أكتب اليوم عن هذا اللاعب.. وإنما هناك أسباب أخرى.. أهمها هو الإعلام الرياضى الذى لا تشغله إلا كرة القدم فقط ونجومها وأزماتها وحكاياتها وقضاياها.. وليس الإعلام وحده.. أنت أيضا لست مهتما إلا بكرة القدم فقط حتى وإن تظاهرت أحيانا بغير ذلك..
أنت لا تهتم أبداً بمعرفة طابور الموهوبين المصريين فى بقية الألعاب بعيدا عن كرة القدم.. وقد لا تكمل قراءة هذا الذى أكتبه عن إمام موهوبى كرة السلة.. الطفل السكندرى الذى كبر فى ملاعب سلة الاتحاد.. سيد البلد.. وبانت موهبته الرائعة فانتقل بها إلى لبنان ليلعب هناك فى النادى الرياضى، مناطحاً كل المحترفين والأجانب هناك.. وحين يرفض مع زملائه لعب أحد المباريات، بحثاً عن حقوقهم الضائعة أو المتأخرة.. يقرر اتحاد السلة اللبنانى إيقافه مع الآخرين.. فيخطفه نادى الاتحاد السعودى ليتألق إسماعيل أحمد من جديد فى ملاعب المملكة.. ث
م يعود من جديد إلى الإسكندرية ويلعب كل مباراة وكأنه يصرخ على كل شواطئ بحر الإسكندرية بأن الإسكندرانية الذين غابوا عن منتخب الكرة وانتصاراته فى أنجولا وقبلها فى غانا وقبلهما فى مصر.. لا يزالون قادرين على الإبداع والتألق فى كرة السلة.. اللعبة التى أصبح فيها الاتحاد ليس سيد الإسكندرية وحدها.. وإنما سيد مصر كلها.. فهل يمكن أن نرى قريباً أندية سكندرية متخصصة فقط فى هذه اللعبة الجميلة.. وأخرى للهوكى فى الشرقية.. وكرة اليد فى بورسعيد.. ولكل لعبة فى كل مدينة مصرية.
